-->

سكرات الموت وخروج الروح

لحظات خروج الروح من الجسد

﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ ‏:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له ،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له ،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله ،وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ،وشر الأمور محدثاتها ،وكل محدثة بدعة،وكل بدعة ضلالة،وكل ضلالة في النار.

ثم أما بعد:
فلقد كثر الحديث فيما قبل ومن طرف الأجيال السابقة عن أحداث النهاية ،وعن الأمارات الصغرى والكبرى التي ستقع في نهاية الساعة.

وسنحاول تقسيم موضوعنا هذا الى مجموعة من الأجزاء التي سنفصل فيها ان شاء الله تعالى.

ولم يقتصر الحديث هنا عن العلماء فحسب بل تعدى الى غيرهم من المفكرين والكتاب وباقي المسلمين.


سكرات الموت ولحظات  وخروج الروح

سكرات الموت وخروج الروح 

سكرات الموت

ليكن في علم الجميع باختلاف دياناتهم وأجناسهم وأعراقهم،أن الحياة مهما طالت فهي قصيرة جدا أكثر مما تتخيله،ومهما عظمتها فهي حقيرة جدا،فل تنظر ولتتأمل الليل مهما طال فلابد من بزوغ الفجر ،نفس الشيء بالنسبة العمر ،فعمر الانسان مهما طال فالنتيجة حتما ستكون دخول القبر.

فالحياة تمضي بسرعة البرق،ومعظم اهلها ساهون وفي غفلة لا هون،الا من رحم ربي العرش والسماوات،فالاعمار تجري، والأيام تمر،والاشهرتجري وراءها وتسحب معها السنين، وتجر معها الأعمار ،وتطوى حياة جيل بعد جيل وبعدها سيقف الجميع بين يدي المنان ذو العرش الكريم ، وذلك للسؤال عن القليل والكثير،لقوله جل جلاله :﴿فَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ خَيۡرٗا يَرَهُۥ وَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ شَرّٗا يَرَهُۥ﴾ ‏[الزَّلۡزَلَةِ 8].

هناك نساء يلدن كل يوم وكل ساعة على وجه الأرض،وهناك أناس يقبرون كل ساعة على وجه الأرض ،وحتما سيأتي يوم سيتوقف فيه الوجود الإنساني كله ، وتتوقف المياه عن الجريان، وتجف جميع العيون ومياه الآبار ،ليقوم الجميع بعد ذلك للوقوف بين يدي العزيز الجبار ذو القوة المثين.

ساعتك أيها الحبيب اللبيب تبدأ بموتك ،وقيامتك تبدأ بموتك ،ستنتقل من عالم الدنيا الى عالم الآخرة ، هذا الأخير يختلف تماما عن العالم الذي تعيش فيه، وقد بين سبحانه وتعالى الغاية من وجودنا في الدنيا بقوله:﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾ ‏[الذَّارِيَاتِ 56].

ماهي حقيقة الحياة الدنيا؟

انت في هذه الدنيا أيها الإنسان من أجل الابتلاء والامتحان، فهذه الدنيا دار ممر وليست دار مقر،فهي طريق الى الجنة أو النار،أعادني الله وإياكم من النار.وقد قال صلى الله عليه وسلم في حق هذه الحياة: «لوكانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة -أي ذبابة- ماسقى كافرا منها شربة ماء».

فالإنسان لن يحصل على الجنة في الآخرة إلا إذا غرس هنا في الدنيا ،وان كان العكس فلن يحصل إلا على مقابلها ،أجارني الله وإياكم من النار.

وهل تعلم ماهو الحق؟ الحق هو أن يموت الانسان -الكل سيموت-والباقي هو الله الحي الذي لايموت،والحق : هو أن ترى عند موتك ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب، والحق أن يكون القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار.

فأهل الإيمان تنزل عليهم ملائكة من الله عز وجل من أجل التثبيت،...بالها من لحظات! ربما يعاين ماأعده الله سبحانه في جنات النعيم في لحظاته تلك!

لقوله صلى الله عليه وسلم «الميت تحضره الملائكة» أي : عند الموت.

فإذا كان الرجل صادقا قالوا: أي الملائكة بروحه: أخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب ، أخرجي حميدة ، وأبشري بروح وريحان ، ورب راض غير غضبان» اللهم اجعلنا من هؤلاء الأتقياء الأصفياء.
 
وسنتعرف بالتفصيل على هذه الكلمات في الجزء القادم إن شاء الله ،وأسأل الله تعالى أن يختم لي ولكم بالتوحيد والإيمان ،وأن يرزق لي ولكم حسن الخاتمة ويخفف علينا وعليكم سكرات الموت.